مسؤول إيراني: سنتفاوض مع أمريكا ولو في قعر جهنم

تزامناً مع فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قال محمد جواد لاريجاني، شقيق رئيسي السلطتين القضائية والتشريعية وأهم منظّري التيار المحافظ في إيران، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية ولو في قعر جهنم، حسب تعبيره.

وكان المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي وخلافاً لحملاته ضد الولايات المتحدة في خطاباته أكد قبل أعوام قائلاً إنه "سيكون أول مَنْ يؤيد إقامة العلاقات مع أمريكا لو وجد فيها فائدة لإيران".

وجاءت تصريحات محمد جواد لاريجاني الذي يترأس لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية، الأربعاء، في اجتماع لمساعدي الجامعات الإيرانية في الشؤون التعليمية، مؤكداً أنه "لو اقتضت مصالح النظام سنتفاوض مع أمريكا حتى في قعر جهنم".

وذكرت وكالة "مهر" للأنباء شبه الرسمية أن لاريجاني شدد على "أن المفاوضات مع أمريكا ليست تابوهاً حتى تكون محرمة"، وانتقد في الوقت نفسه الإصلاحيين الإيرانيين وحملهم مسؤولية "تحويل المفاوضات مع أمريكا إلى تابوه" في مطلع الثورة الإيرانية.

وإضافة إلى توجيه النقد لسياسات المرحلة الإصلاحية انتقد جوادُ لاريجاني الرئيسَ الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني بخصوص الموقف من التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً ضرورة "تبني خطة التعامل مع العدو". في إشارة إلى احتمالات التفاوض مع واشنطن.

ومن ناحيته، صرّح صادق لاريجاني في اجتماع لكبار المسؤولين في السلطة القضائية التي يترأسها قائلاً: "على الأمريكيين أن لا يظنوا أنه بإمكانهم ابتزاز شعبنا عبر الجلوس على طاولة المفاوضات مع إيران". منوهاً إلى "أن العلاقات مع أمريكا ليست سهلة، فبعد كل الضغوط على الشعب الإيراني والجرائم التي ارتكبتها أمريكا بحقه من الصعوبة بمكان إقامة هذه العلاقات بين ليلة وضحاها".

تجدر الإشارة إلى أن عدداً من المسؤولين الإيرانيين تحدثوا في الآونة الأخيرة حول التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية واحتمالات استئناف العلاقات المقطوعة مع منذ أكثر من ثلاثة عقود ونيف.

وفي الحديث حول فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قال صادق لاريجاني: "بعد فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية قبل أربعة أعوام كان مد يد التعاون نحو إيران.. إلا أنه تصرف بطريقة مختلفة، حيث تم فرض أشد العقوبات على إيران". ولكنه أضاف: "لو استطاعت أمريكا أن تضع حداً للضرر فهذا سيكون لمصلحتها".

واتسعت دائرة النقاش بين الأوساط الحكومية الإيرانية حول التفاوض مع أمريكا التي تصفها طهران منذ انتصار الثورة ضد الشاه بـ"الشيطان الأكبر"، في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى نيويورك في الشهر الماضي، وأعرب عن استعداد بلاده للدخول في محادثات ثنائية مع أمريكا.

وفي مقابلة مع محطتي "سي بي إس" و"بي بي إس" تساءل الرئيس الإيراني قائلاً: "لماذا لا نصرف طاقاتنا لنتعامل مع بعضنا بعضاً؟".

وفي مقابلة أخرى مع تلفزيون "إن إتش كي" الياباني ذهب أحمدي نجاد إلى أبعد من ذلك، مؤكداً ضرورة "إنهاء حالة العداء بين إيران وأمريكا"، قائلاً: "مسيرة حل القضايا العالقة مستمرة"، دون أن يقدم إيضاحات إضافية بهذا الخصوص، الأمر الذي فسّره بعض خبراء الشؤون الإيرانية الأمريكية بأنه بمثابة إشارة إلى استمرار المفاوضات بين طهران وواشنطن خلف الكواليس.